يكتبها محمد بقالي
يحكى أنه في إحدى الجماعات الحضرية بالمغرب، وجدت مؤسسة للتعليم الثانوي التأهيلي، و قد اتفق المؤرخون على أن اسمها ثانوية ابن الهيثم، و يحكي التاريخ عنها أشياءا طريفة جدا، و من بين هاته الطرائف ما استمر منها في الزمن و شهدها شباب العقد الأول من القرن الواحد و العشرين، ففي هاته المؤسسة التعليمية كان يتم تدريس مادة تعليمية اسمها الإعلاميات، و إذا فرنسناها نحصل على لانفورماطيك، و قد كان يحضرها جميع التلاميذ ... مضطرين ! و إلا فمصيرهم الدخول في حسابات خانقة مع ( الهيئة الأولى ) من أجل الحصور على ورقة الدخول، إلى حد هذه الكلمة كل شيء بدا عاديا، لكن العجب يكمن في أنه لا وجود لحواسيب يتم استعمالها لتدريس هاته المادة، فتعطى للإعلاميات صبغة أدبية، فقط عليك أن تدون التعاريف على دفرتك و تجيب عن أسئلة الفروض، و الأصل أن مادة الإعلاميات تدرس بشكل تطبيقي على أجهزة الحواسيب بنسبة 75 في المئة.
و مع ذلك كانوا يتسائلون " لماذا لا يهتم التلاميذ بمادة الإعلاميات ؟ " و أجابهم أحد المختصين " هم لا يعرفون اصلا أنهم يدرسون هذه المادة " و في نفس الصدد، أجمع العلماء على أن هاته الظاهرة تحدث مرة كل سبعين سنة في بعض المؤسسات التعليمية بالمغرب، و تأتي على أشكال مختلفة، و ما ستغرب له المفكرون المعاصرون هو عدم مطالبة الفئة ( المحرومة ) بتوفير الحواسيب، و جدير ذكره أنه قد سبق لأولئك التلاميذ أن درسوا نفس المادة قبل سنتين، و ذلك حينما كانوا تلاميذ في المستوى الإعدادي، و علق أحد المنجمين على هذا قائلا " لقد حدث صدفة أن زحزح نجم من موقعه الأصلي و حظي التلاميذ بتلك الفرصة ( فرصة دراسة مادة الإعلاميات في الإعدادي ) .