الجمعة 26 مارس 2010
بعدما تم التطرق في النشاط الأول إلى التعريف بمعنى الإبداع، تجلياته و أهميته، انتقل الأستاذ حاجي إلى الحديث عن العوائق التي تمنع الفرد من الإبداع، و ذلك في النشاط الذي احتضنته القاعة 25 عشية اليوم، والمنظم من طرف نادي الإبداع، قبل الخوض في صلب الموضوع، و طرح تلك المشاكل و العوائق، اتمتع الجميع بمشاهدة صور إبداعية جميلة و مدهشة، صور لنقش على البطيخ و على البيض، عشرات الصور منها، جعلت الحضور يتساءل عن مدى ذكاء أولئك الذين قاموا بالفعل، و طلب منهم صياغة تعريف بكلمة الإبداع، و التعريف الصحيحة لهذه الكلمة، هو بمعنى إيجاد أشياء لم تكن من قبل، و هذا ما يدعى بالاختراع، أو إيجاد شيء موجود لكن من دون أصر، و هذا هو الاكتشاف بعينه.

هذا و فتح المجال أمام الحضور للحديث عن المعيقات التي تمنعهم من القيام بفعل الإبداع، و اختلفت الآراء من تلميذ لآخر،الأستاذ حجي جمع كل تلك المشاكل و أضاف إليها، و أولى هذه العوائق هو الشعور بالنقص و ابتلاء الايحاءات السلبية، تليها غياب الثقة في النفس، الجهل و الابتعد عن طلب العلم، الخوف من الاستهزاء و النقد، ضعف الهمة و الرضى بالذل، اعندام و ضعف نفسية التحدي و المجازفة، الخوف على الرزق و الأجل ثم الخجل و الاستحياء من الرؤساء، الانغماس في الشهوات و المفاسد، سرقة جهود الآخرين و أفكارهم، جهل الرؤساء ( ليس بالمعنى السياسي ) و جمود تفكيرهم و محاربتهم للأفكار الإبداعية و التفسيرية، و من بين الأسباب أيضا، و التي اتفق عليها جميع الحاضرين انعدام التشجيعو ضعف الحوافز المقدمة للمبدعين، التربية السلبية و قتل روح الإبداع، الانشغال الكثير و عدم التفرغ، عدم استغلال الوقت، الرضى بالواقع و الاطمئنان له، الجمود على الخطط، نقص المعلومات، التشاؤم و النظر بمنظار أسود، عدم استشعار المسؤولية و أخيرا الروتـــــــــــين، و الذي اعتبره الأستاذ حجي أهم معيق، كل هذه الأسبابو ربما أسباب أخرى، هي التي تمنع كل واحد منا من الإبداع، و بخصوص مشكلة الاخوف من سخرية الآخرين، فقد حكى الأستاذ حجي خلال هذا النشاط للحضور، ما فعله بتلميذه الذي كان يخاف كثيرا من سخرية التلاميذ، و يحس بكثير من الاشمئزاز كغيره حينما يسمع ضحكات التلاميذ الساخرة منه، و ذلك يحدث في كل الفصول تقريبا، فلما لاحظ الأستاذ ذلك، طلب منه ( أي من التلميذ ) أن يقوم للسبورة و يقف هناك، ثم طلب الأستاذ من التلاميذ أن يضحكوا جميعا، فبدؤوا يضحكون و يقهقهون لحظات عدة، فسكتوا، ثم طلب منهم أن يضحكوا أكثر، فواصلوا الضحك، و هم ينظرون إلى التلميذ الواقف أمامهم، طلب من التلميذ أن يقرأ نكتة، فقرأها ثم ضحكوا و ضحكوا، و عاد التلميذ إلى مقعده، و النتيجة أن تخلص هذا الأخير من ذلك الثقل الكبير، و لم يعد يأبه لضحك التلاميذ، و لا يتأثر به، أما القصة الثانية فهي عن رياضي أجنبي، اعتاد أن يضع سماعات على أذنيه و يستمتع للموسيقى، ثم يبدأ بالرقص أمام آلاف المشاهدين، و ذلك من أجل أن يخفف الضغط النفسي، أما القصة الثالثة و المحورية، فهي عن مبدع ياباني اسمه هوندا ( قصة هوندا ) إنها قصة حقيقية لهذه الشخصية البارزة، و التي أعطت للجميع درسا في الصبر و قوة العزيمة.


أنهى الأستاذ حجي هذا النشاط بعرض صور أخرى لرسومات إبداعية جميلة يصعب فهم تركيبته أحيانا، و اقترح علينا الأستاذ تمرينا منزليا طلب من جميع الحضور إنجازه، أ لا هو أن يتجه كل واحد منهم إلى المرأة و يقف أمامها ثم يبتسم و يقول واثقا من نفسه " أنا مـــبــــدع "


تقرير : محمد بقالي
تصوير : أنس السفتي