الجمعة 30 أبريل 2010
كان تلامذة ثانوية ابن الهيثم اليوم، و انطلاقا من الساعة الثالثة بعد الظهر في موعد مع ندوة دينية تناولت موضوع صورة النبي محمد صلى الله عليه و سلم عند الغرب، الندوة التي أطرها أستاذ مادة التربية الإسلامية محمد درداري، و تكون فريق عملها من خمسة تلاميذ، نهجوا أسلوب التنسيق الثنائي، و أنيطت هذه المهمة لكل من التلميذة شهيدة الشملالي و زميلها نور الدن اليعقوبي، أما باقي أعضاء فريق العمل فهم عبد الخالق أشباري، ابتسام الزايدي، أسماء عبقادري، و حضرها جمهور متوسط العدد، إضافة إلى كل من الأستاذ نصر الدين دودوح، عبد العالي، حسن الهاني، عبد اللطيف تلوان، و هؤلاء الثلاثة الأواخر لم يتمكنوا من الحضور مع بداية الندوة.
و افتتحت الندوة بتلاوة آيات قرآنية من الذكر الحكيم بصوت التلميذ عبد الحكيم، اسمرت قراءته ربع ساعة تقريبا، وقد  خصص المحور الأول للحديث عن صورة رسول الله صلى الله عليه و سلم في ذهن المنصفين من الغرب، فكان أن أحاطنا التلميذ أشباري باعترافات الشخصيات الكبار بالشخصية العظيمة لرسول الله من الفلاسفة و المفكرين و الباحثين و العلماء و الأدباء، و أولى هاته الاعترافات هي تلك المتعلقة بتصنيف الرسول محمد صلى الله عليه و سلم في المرتبة الأولى ضمن الشخصيات الأكثر تأثيرا في العالم، و ذلك ضمن كتاب ألفه البروفيسور مايكل هارت، و تلاه سيدنا عيسى عليه السلام ثم نيوتن ثالثا،  المؤرخ الأوروبي "جيمس ميتشنر" يقول في مقال تحت عنوان (الشخصية الخارقة) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) :"....وقد أحدث محمد عليه السلام بشخصيته الخارقة للعادة ثورة في الجزيرة العربية، وفي الشرق كله، فقد حطم الأصنام بيده، وأقام دينا خالدا يدعو إلى الإيمان بالله وحده ". و مالي أن أطلعك على اعترافات خرى لشخصيات كبيرة من قبيل الفيلسوف الفرنسي كارديفو و الفيلسوف الروسي تولستوي الذي قال إن محمدا هو مؤسس ورسول، كان من عظماء الرجال الذين خدموا المجتمع الإنساني خدمة جليلة، ويكفيه فخراأنه أهدى أمة برمتها إلى نور الحق، وجعلها تجنح إلى السكينة والسلام، وتؤثر عيشة الزهد ومنعما من سفك الدماء و تقديم الضحايا البشرية ، وفتح لها طريق الرقي و المدنية ,و هو عمل عظيم لا يقدم عليه الا شخص أوتي قوة ، ورجل مثله جدير بالإحترام والإجلال، و لو اطلعنا على اعترافات شخصيات أخرى كذلك لعلمنا أن النبي صلى الله عليه و سلم حقا شخصية عظيمة و عظيمة جدا، فها هو ذا الفيلسوف الإنجليزي طوماس كاريل يعتبر الرسول من بين الشخصيات السبع الأعظم في التاريخ ثم الشاعر الفرنسي لامارتين و المفكر لورد هادلي الذي وقف مندهشا من معاملة النبي الأعظم للأسرى من المشركين، ثم الفيلسوف الفرنسي وولتر و العالم الأمريكي مايكل هارت و يقول الفيلسوف والكاتب الإنجليزي المعروف برناند شو:" إن أوروبا الآن ابتدأت تحس بحكمة محمد، وبدأت تعيش دينه، كما أنها ستبرئ العقيدة الإسلامية مما أتهمها بها من أراجيف رجال أوروبا في العصور الوسطى"، ويضيف قائلا: "ولذلك يمكنني أن أؤكد نبوءتي فأقول :إن بوادر العصر الإسلامي الأوروبي قريبة لا محالة، وإني أعتقد أن رجلا كمحمد لو تسلم زمام الحكم المطلق في العالم بأجمعه اليوم، لتم له النجاح في حكمه، ولقاد العالم إلى الخير، وحل مشاكله على وجه يحقق للعالم كله السلام والسعادة المنشودة" و لائحة المعترفين و المنصفين طويلة جد، و يقول أحد الغربيين كذلك إن محمدا صلىاله عليه و سلم كان فيلسوفا و مشرعا و محاربا ومفكرا و رجل أعمال و محييا للعقيدة السليمة و مؤسسا لعشرين امبراطورية، و قال أحد المفكرين كلك أنه لو كان محمد صلى الله عليه و سلم حيا لحل جميع مشاكل العام و هو يحتسي فنجان قهوة.
أما المحور الثاني فقد طال فيه الحديث عن صورة الرسول صلى الله عليه و سلم في ذهن المغرضين، و أخذت التلميذة ابتسام الزايدي الكلمة قائلة " أصبحت ظاهرة تشويه شخصية الرسول محمد صلى الله عليه و سلم و التنقيص منها يقودها علماء و سياسيون و رهبان و حكماء"  و قد اختلفت طرق القيام بذلك، من إنتاج أفلام مسيئة لرسول الحق و نشر رسوم كاريكاتيرية مسيئة إلي، و هذا كله بسبب كرههم له و للإسلام و حقدهم عليهما، و كذا تخوفهم من انتشار الإسلام، و زعموا أن النبي شهواني و أنه إرهابي، كما أن التطاول على النبي محمد صلى الله عليه و سلم أصبح مشروعا لهم، و حكت لنا التلميذة ابتسام قصة رئيس الوزراء البريطاني الذي قال ذات يوم " هناك أربع عقبات للقضاء على الإسلام : الصحف، الكعبة، الأزهر، صلاة الجمعة " و أضافت في نفس المحور أن سبب إنصاف الرسول صلى الله عليه و سلم من طرف الغربيين هو حفاظهم على أمانة قول الحقيقة من دون تزوير و لا تشويه، و قال أن جل من اعترفوا بسمو شخصية الرسول صلى الله عليه و سلم هم من أعظم علمائهم.
و بعد أن أنهت قراءة تفاصيل هذا المحور، اتمتع الحضور بالاستماع إلى قصيدة شعرية من أداء المنسقة شهيدة الشملالي و من خلال هاته الصيدة مدحت الرسول محمد صلى الله عليه و سلم في كلمات موزونة معبرة و أنهتها بعبارة " هو المختار.هو المختار " ، أما المحور الثالث فقد خصص للحديث عن سبب تقديس تلك الشخصيات الغربية للنبي محمد صلى الله عليه و سلم كما تضمنت جوانب أخرى، و قد فتح المجال أما الحور لطرح الأسئلة و ذلك بين محور و آخر، لتتم الإجابة عنها في آخر فقرات الندوة، و إليكم بعضا من تلك الأسئلة :
- ما الدافع وراء تشبث هؤلاء المنصفين بما جاء به الرسول محمد صلى الله عليه و سلم ؟
- كيف يمكن أن ندافع عن الرسول محمد صلى الله عليه و سلم ؟
- ما هو الجانب الإسلامي العتمد في إبراز هذا النظام ؟
- ما سبب تشويه صورة النبي محمد صلى الل عليه و سلم و الإساءة إليه؟
- ما هي أساليب الرد على تلك الشبهات ؟
- كيفساهم استعمار الأقطار العربية في نشر تلك الأفكار ؟
- مالذي دفع بأولئك المغرضين إلى ادعاء تلك الأفكار ؟
كان هذا جزء من الأسئلة التي طرحها الحضور على فريق عمل الندوة الذين تناوبوا عل الإجابة عن كل سؤال، و تقدمت التلميذة رشيدة لأداء أنشودة بعنوان " محمد يا سيد الأنبياء " 
و في سابقة من نوعها طلبت المنسقة شهيدة من جميع الأساتذة الحاضرين التوجه إلى المنصة، و استغلت الفرصة لتعترف لهم بجميلهم علينا نائبة عن جميع التلاميذ، ليتم بعدها تسليم شواهد تقدير لهم جميعا، و كان هذا جزء من مفاجآت الندوة، كما تم تخصيص فقرة قصيرة، سمتها بسؤال الجمهور و استطاع تلميذ من الجذع مشترك علوم الفوز بالجائزة الصغيرة بعدما أجاب عن السؤال، كما أنه تم توزيع الحلوى على جميع الحضور، و اختتمت الندوة بكلمات الأساتذة.
الأستاذ دودوح : حقيقة،هذا موقف حساس جدا، نشكر الجميع على تصفيقاتهم و تشجيعاتهم و على إنجاحهم لهذه الندوة التي كانت ندوة ناجحة جدا.
الأستاذ تلوان : بهذه المناسبة أوجه شكري الخالص لتلامذة الثانية باكالوريا العلوم الإناسنية الذين أنجحوا هذه الندوة.
الأستاذ حسن الهاني : أشكركم على ها الاستقبال...إن من بين صفوف تلامذة ثانويةابن الهيثم طاقات واعدة...هذا تعبير صادق...أتمنى لكم التوفيق في حياتكم الجامعية .
الأستاذ عبد العالي: ما أثارني في هذه الندوة هو العمل الذي قام به هؤلاء التلاميذ...القصيدة مدحت النبي بأفضل صورة...إن الرسول هو خير البشرية، و لا يجب أن نقارنه بباقي شخصيات العالم، لا يجب أن نفعل ذلك لأن الرسول أعظم من ذلك.
الأستاذ محمد درداري: أنا الوحيد الذي لم أفاجأ هذا اليوم، لأنكم فاجأتموني حلال الندوات السابقة، فأنا أعف مجهوداتكم و مؤهلاتكم جيدا.
و في الأخير تم التقاط صور جماعية ، ليغادر الجميع القاعة مع الساعة الخامسة و عشر دقائق.


تقرير : محمد بقالي
تصوير: أنس السفتي