الحمد لله رب العالمين رب السماوات والأراضين

وصلى الله على الحبيب محمد سيد النبئين وإمام المبعوثين
اقترب العام الدراسي من نهايته، وأوشكت آخر فصوله على إسدال ستارها
توقيت حساس للغاية خصوصا لمن ينتظرهم امتحان نهائي قد يكون محدد المصير ونقطة التحول المؤثرة في ما يليها
ومع كل هذا وذاك بدأت التحضيرات هنا وهناك لخوض التحدي وكسر باب المستحيل والاستعداد لخوض تحديد المصير
وقد جرت العادة في بلدنا المغرب الحبيب على تنظيم امتحانات في ظروف مشابهة لحد ما لظروف الامتحانات النهائية
وذلك تحت مسمى " الامتحانات التجريبية " ويتم اجتيازها حاليا في مختلف ربوع مملكتنا الغالية.
مناسبة كانت ولا تزال فرصة للتجريب كما يدل على ذلك المسمى الذي تقلدت به، تجريب ظروف مشابهة لساعة الحسم،
ففيها محاكاة لكل صغيرة وكبيرة يعرفها يوم الامتحان الحقيقي في نهاية السنة الدراسية.
ومن هنا يظهر بجلاء أهميتها الفائقة في نجهيز التلميذ لمواجهة ظروف المحاكاة هاته تحسبا لأي طارئ فيما بعد.
ففيها يجابه التلميذ لأول مرة ورقة الامتحان المابهة لمثيلتها النهائية الحقيقية، يكتشف خبايا تلك الظروف،
يجرب ذلك الخوف والارتباك في ظروف محاكاة، قد تكون مجرد تمثيلية لكنها تبقى فرصة تجريب واختبار.
هكذا نصت القوانين العبقرية التي تقف وراء مثل هاته البادرة الحسنة التي تقودها وزارتنا المسؤولة جزاها الله خيرا.
لكن طابعها الاختباري وعلم التلاميبذ المسبق أنها مجرد تجريب وليست حقيقة إذ تنص القوانين على منع احتساب نتائجها،
وبالتالي لم يأخذها التلاميذ طوال السنوات التي عُمل بها خلالها بمحمل الجد الذي كان منشودا وراء إقامتها أساسا.
فنجد أغلب التلاميذ يعتبرها مجرد لعبة وتمثيلية لا فائدة ترجى من ورائها بما أنها لا تحتسب في نهاية المطاف.
وشخصيا أظن على الدوام أن هاته النقة هي التي أفاضت الكأس وأجهضت الهدف المنشود من وراءها.
فالقانون الذي أسس "الامتحانات التجريبية" منع منعا باتا احتساب أي منها كاختبار اعتيادي،
وبالتالي تمر تلك الامتحانات في أسبوع كامل وتقوم القائمة من أجلها، من موارد مالية وبشرية،
لكن كل ذلك يذهب مهب الرياح بسبب استخفاف التلاميذ وحتى بعض الأطر التربية بجدواها والهدف منها.
وهكذا يمر أسبوع الامتحانات التجريبية في عامها الحالي كما جرت العادة، أموال تصرف وموارد بشرية تهدر
وكل ذلك دون طائل، حتى أن أغلب التلاميذ يعتبرونها أسبوع عطلة فلا يحضر معظمهم محاكاة الامتحان النهائي.
لكن وبإعادة النظر إلى وجهة نظر من اخترع هاته الفكرة، نرى أن فشلها عائد بالأساس إلى التلاميذ وكل من يستخف معهم بها،
فهاته الامتحانات التجريبية حتى وإن كانت مجرد محاكاة واختبار لظروف الامتحان النهائي الحقيقية، لكنها تعتبر فرصة ذهبية لا تضيع
فرصة لاختبار مدى أهلية التلمبذ لاختبار أجواء الامتحان النهائي في ظروف مماثلة، فيها يتعلم الكثير ويكتشف ما ينتظره في النهائي.
خلالها يمكن اختبار مستوى التجهيز والتحضير والمذاكرة، وكذلك التخلص من الارتباك والخوف من ذلك المعرب "الامتحان النهائي"
وحتى الأطر الإدارية والتربوية من جهتها تختبر ظروف اجتياز الامتحانات وتكتشف مكامن الخطأ لإصلاحها قبل ساعة الحسم.

وهكذا وسط مكدسات المشاكل التي يعاني منها نظامنا التعليمي،
نزيد الوضع تعقيدا بسوء استغلال مثل هاته المبادرات الهادفة،
وها هي ذي شعيلة ضوء وسط ظلام دامس تقاومه دون جدى
فإلى متى نشكو من المشاكل والتهميش ونساهم فيه في الآن ذاته ؟؟

بقلم لانسبيكتور - منتديات ستار تايمز